text
stringlengths 0
104k
|
---|
المبحث الثالث: آثاره العلمية وشعره أولا: أثاره العلمية |
... |
أولا: آثاره العلمية: |
لابن ظهيرة مؤلفات في اللغة والنحو وبعض العلوم، وصفها ابن علان الصديقي بأنها ((مفيدة)) وأشار إلى أن له تحقيقات عديدة4، وقد فقد كثير منها، ومما عرفناه من مؤلفات ابن ظهيرة: 1- |
رشف الشرابات السنية من مزج ألفاظ الأجرومية: |
وهو شرح لكتاب الأجرومية في النحو، ذكره السخاوي5. 2- |
شرح الإيجاز للنووي: |
وهو كتاب في المناسك، وصل فيه ابن ظهيرة إلى نحو النصف1. 3- |
شرح التسهيل لابن مالك: |
أكمل فيه شرح خاله عبد القادر المحيوي، من باب التصغير إلى آخر الكتاب2. 4- |
شرح لامية الأفعال لابن مالك: |
وهو في التصريف، وصل فيه ابن ظهيرة إلى نحو النصف كما يقول السخاوي3. 5- |
المنهل المأهول بالبناء للمجهول: |
وهو هذا الكتاب، وسيأتي الكلام عليه مفصلا. |
ثانيا: شعره: |
لابن ظهيرة شعر أشارت إليه بعض المصادر فأوردت نتفا منه ك ((الضوء اللامع)) 4 و ((غاية المرام)) 5. |
ويغلب على شعره سمة النظم، كعادة العلماء في أكثر أشعارهم. |
ومن نظمه مما أورده السخاوي قوله معاتبا6: |
ماذا الجفا يا ظبية الوعساء أضرمت نار الهجر في أحشائي |
وأنا الذي أخلصت فيك محبتي ووقفت مختارا عليك ولائي |
وقوله يمدح مكان الشريف محمد بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة ابن أبي نمي، المسمى بأم شميلة سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة1: |
بأم شميلة حسن المقيل وطاب لنا بها الظل الظليل |
وهب نسيمها الأسنى صحيحا وعهدي بالنسيم هو العليل |
لقد كملت محاسنها فأثنى لسان الحال في المعنى يقول |
أهل لرياقتي وصفاء مائي ونضرة خضرتي يبغى بديل |
وهل لمعمري بين البرايا شبيه أو بديل أو مثيل |
مليك قد سما قنن المعالي وذل لعزه الصعب المهول |
هو البطل الهزبر أبو قناع محمد الأبي المستطيل |
وقال يهنئ الشريف محمد بن بركات بالنصر والسلامة في وقعة سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة بقصيدة طويلة مطلعها2: |
في صادق الخبر ما يغني عن الخبر وفي اقتناص الصياصي غاية الوطر |
ومنها: |
ملك له في رحيب الفضل بادرة وفي حروب الأعادي أي مصطبر |
قرم هزبر إذا ما شمت طلعته رأيت عجاج بحر غير محتكر |
إن جال في صهوات الخيل يوم وغى تراهم يلصقون الأرض بالطرر |
ومنها: |
دعوا السيوف لأهليها ودونكم حرث النهوب وجعل الحب في الحفر |
وسلموا الخيل واعتاضوا بها حمرا فكم نرى حمرا منكم على حمر |
أما علمتم ولا أخلاق عندكم أن الزجاجة لا تقوى على الحجر |
الفصل الثاني: كتاب المنهل المأهول المبحث الأول: تحقيق اسم الكتاب وتوثيق نسبته |
ورد اسم الكتاب على طرة نسخة الأصل التي اعتمدناها، وهي نسخة دار الكتب المصرية، وورد - أيضا - في مقدمة الكتاب في النسخ الثلاث المعتمدة في التحقيق، وذلك في قوله: "وسميته المنهل المأهول بالبناء للمجهول"1. |
وذكره البغدادي2، ولم يذكر اسم مؤلفه أما المصدر الرئيس الذي ترجم لابن ظهيرة، وهو ((الضوء اللامع)) فلم يذكر هذا الكتاب فيما ذكره من مؤلفات ابن ظهيرة، ولا غرابة في ذلك إذا عرفنا أن ابن ظهيرة توفي بعد السخاوي صاحب ((الضوء اللامع)) فلعله ألفه في أواخر حياته في مطلع القرن العاشر. |
والكتاب منسوب إلى مؤلفه خير الدين ابن ظهيرة على طرة نسخة دار الكتب، أيضا، ويؤكد هذه النسبة ما جاء في مقدمة ((إتحاف الفاضل)) لمحمد علي بن علان الصديقي (1057ه) في قوله: " ... فإن الكتاب المسمى بالمنهل المأهول في الفعل المبني للمجهول جمع الأوحد الفاضل الأمجد العالم العامل الشيخ الإمام الحبر الهمام ذي التآليف المفيدة والتحقيقات العديدة القاضي خير الدين |
أبي الخير ابن أبي السعود بن ظهيرة القرشي المخزومي المكي الشافعي تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوح جنته مؤلف فريد في بابه، مفيد لقاصدي معناه وطلابه ... "1. |
وقد اعتمد عليه ابن علان وجعله أصلا لكتابه، وأضاف إليه زيادات من بعض كتب الأفعال، وتبين لي من خلال تحقيق ((المنهل المأهول)) التطابق التام بين نصوصه وما يقابلها في ((إتحاف الفاضل)) بما لا يدع مجالا للشك في أن هذا الكتاب الذي بين أيدينا هو الكتاب الذي ذكره ابن علان، واعتمد عليه، وعزاه لخير الدين ابن ظهيرة. |
وابن علان هذا قريب عهد بالمؤلف، وهو من علماء اللغة المدققين في زمانه. |
المبحث الثاني: موضوع الكتاب ومادته ومنهجه: |
قد يحذف فاعل الفعل فينوب عنه المفعول أو المصدر أو الظرف أو الجار والمجرور بعد بناء الفعل للمجهول، وذلك بتغير صيغته على النحو الذي فصله النحاة، وملخصه: |
يبنى الماضي الصحيح للمجهول بضم أوله وكسر ما قبل آخره، سواء كان ثلاثيا مجردا نحو ((ضرب)) أو مزيدا فيه نحو ((أكرم)) أو رباعيا مجردا نحو ((بعثر)) أو مزيدا فيه نحو ((تدحرج)) . |
وإن كان مبدوءا بتاء زائدة ضم أوله وثانيه (أي التاء وما بعدها) نحو ((تعلم)) |
وإن كان مبدوءا بهمزة وصل ضم أوله وثالثه، نحو ((انطلق)) و ((اجتمع)) و ((استخرج)) . |
أما الأجوف فحكم ما لم تعل عينه حكم الصحيح في البناء للمجهول، أما ما أعلت عينه - وهو الكثير - ففيه ثلاث لغات: 1- |
كسر الفاء فتسلم الياء وتقلب الواو ياء نحو ((قيل)) و ((بيع)) وهي أفصح اللغات الثلاث، والأصل: قول وبيع. 2- |
الإشمام، وهو أن تنحو بكسرة فاء الفعل نحو الضمة، فتميل الياء الساكنة بعدها نحو الواو قليلا؛ إذ هي تابعة لحركة ما قبلها. 3- |
إخلاص ضمة الفاء فتسلم الواو وتقلب الياء واوا نحو: قول وبوع، وعليه قول الراجز: |
ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شبابا بوع فاشتريت1 |
أما الثلاثي المضعف الصحيح فأوجب جمهور العلماء ضم فائه، نحو: عد ورد، وأجاز الكوفيون الكسر، نحو: رد. |
وتنقسم الأفعال بالنظر إلى بنائها للمجهول ثلاثة أقسام: |
قسم اتفق النحاة على أنه لا يجوز بناؤه للمجهول، وهو كل فعل لا يتصرف، نحو: نعم وبئس، وعسى، وليس، وحبذا، وفعل التعجب. |
وقسم فيه خلاف، وهو كان وأخواتها. |
وقسم اتفق النحويون على جواز بنائه للمفعول، وهو ما بقي من الأفعال المتصرفة، وهو الكثير الغالب1. |
وثمة أفعال جاءت عن العرب ملازمة للبناء للمجهول، كقولهم: عنيت بحاجتك ونفست المرأة، ونتجت، ودهش، وأولع، أو غلب عليها البناء للمجهول فقد تستعمل بصيغة ما سمي فاعله (المبنى للمعلوم) مثل: زهيت علينا، حكي فيه: زها يزهو2. |
و ((المنهل المأهول)) - كتابنا هذا - يحوي بين دفتيه ما جمعه مؤلفه ابن ظهيرة من هذا النوع من الأفعال الملازمة للبناء للمجهول أو الذي غلب عليه الاستعمال مبنيا للمجهول، وفي هذا يقول المؤلف في مقدمته: "فإن للعرب ألفاظا نطقوا بها بالبناء للمجهول، وإن كانت بمعنى الفاعل لا المفعول، فتارة لا يعبرون عن معنى تلك الألفاظ إلابهذا البناء المذكور، وتارة يعبرون عنه بهذا البناء وبغيره، ويكون أحدهما المشهور"3. |
فأراد المؤلف أن يجمع ما توفر عليه من هذه الأفعال التي لم تجمع في كتاب مستقل بها قبله، وهو في ذلك يقول: "ولم أعلم أحدا تصدى لجمع هذه الألفاظ من السلف والخلف، ولا أفرد لها مؤلفا يعتمد عليه من وقف"4. |
وأتى على قدر وافر من هذه الأفعال الملازمة للبناء تجاوز عددها المائتين |
فقد بلغ أربعة ومائتي فعل مبني للمجهول (204) عدا المكرر، وهي مادة زاخرة إذا قيست بما في ((الفصيح)) لثعلب الذي احتوى على ستة وثلاثين فعلا، ومنظومة الدميري التي احتوت على ثلاثة وأربعين فعلا، ولهذا يعد كتاب ((المنهل المأهول)) أغنى كتاب بالأفعال المبنية للمجهول في زمانه، فضلا عن كونه أول كتاب يؤلف في بابه، وظل على تفوقه حتى منتصف القرن الحادي عشر تقريبا حين ألف محمد بن علان الصديقي (1057ه) كتابه ((إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير الفاعل)) فأفاد من المنهل المأهول، وجعله أصلا لكتابه. |
وقد اختار ابن ظهيرة لعرض مادته منهجا معجميا، وهو المنهج المعجمي الهجائي الألف بائي القائم على ترتيب الألفاظ بحسب أصولها بالنظر إليها من أولها، وجعل لكل حرف بابا لييسر مراجعة الكتاب، وليأمن بعض التصحيف، وفي ذلك يقول: "ورتبت ذلك على حروف المعجم؛ ليسهل الكشف عليها، لمن خفي عليه ضبطها أو استعجم، معتبرا في الترتيب أول الكلمة والأصول من أحرفها لا ما هي به متممة"1. |
وبتأمل مواد الكتاب يمكن الخروج بالملحوظات المختلفة التالية: |
أ- لم يخل حرف من الحروف من مادة لغوية، فجاءت أبواب الكتاب بعدد حروف المعجم، وأوسع الأبواب هو باب الميم وفيه عشرون فعلا، وأقلها بابا الباء والظاء ، وفي كل منهما فعل واحد، ويليهما باب الياء، وفيه فعلان. |
ب- جميع الأفعال التي أوردها ابن ظهيرة هي من الثلاثي الأصول، وأكثرها مجردة من الزوائد، وبعضها مزيد بحرف، كالهمزة نحو (أهدر) أو المبحث الثاني: موضوع الكتاب ومادته ومنهجه |
... |
No pages |
المبحث الثالث: مصادره وشواهده أولا: مصادره ثانيا: شواهده القسم الثاني: التحقيق أولا: وصف النسخ |
... |
No pages |
ثانيا: منهج التحقيق النص المحقق |
... |
No pages |
مقدمة المؤلف باب الهمزة باب الباء الموحدة باب التاء المثناة باب الثاء المثلثة باب الجيم باب الحاء المهملة باب الخاء المعجمة باب الدال المهملة باب الذال المعجمة باب الراء باب الزاي باب السين المهملة باب الشين المعجمة باب الضاد المعجمة باب الطاء المهملة باب الظاء المهملة باب العين المهملة باب الغين المعجمة باب الفاء باب القاف باب الكاف باب اللام باب الميم باب النون باب الهاء باب الواو باب الياء الخاتمة |
... |
No pages |
مصادر ومراجع |
... |
فهرس المصادر والمراجع 1- |
الإبدال، لأبي الطيب اللغوي، ت/عز الدين التنوخي، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق 1379ه. 2- |
الإبدال والمعاقبة والنظائر، للزجاجي، ت/عز الدين التنوخي، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق 1381ه. 3- |
إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير العاقل، لابن علان، ت/يسري عبد الغني عبد الله، دار الكتب العلمية، بيروت، 1407ه (وجميع إحالاتي غير المقيدة هي على هذه الطبعة) 4- |
إتحاف الفاضل بالفعل المبني لغير العاقل، لابن علان،مكتبة القدسي والبدير، دمشق 1384ه. 5- |
إتحاف الورى بأخبار أم القرى، للنجم بن فهد، ت/ فهيم شلتوت، مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، مكة المكرمة 1403ه. 6- |
أدب الكاتب، لابن قتيبة، ت/ محمد الدالي، مؤسسة الرسالة، بيروت 1402ه. 7- |
ارتشاف الضرب، لأبي حيان، ت/ الدكتور مصطفى النماس، مطبعة النسر الذهبي، القاهرة. 8- |
الأزمنة والأمكنة، للمرزوقي، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة. 9- |
أساس البلاغة، للزمخشري، ت/ عبد الرحيم محمود، دار المعرفة بيروت 1402ه. 10- |
أسرار العربية، لأبي البركات الأنباري، ت/ محمد بهجة البيطار، مطبوعات المجمع العلمي، دمشق1377ه. |
1- |
إسفار الفصيح، لأبي سهل الهروي، ت/ الدكتور أحمد سعيد قشاش، رسالة دكتوراه، الجامعة الإسلامية 1416ه. 2- |
الاشتقاق، لابن دريد، ت/ عبد السلام هارون، الخانجي، القاهرة 1378ه. 3- |
إصلاح المنطق، لابن السكيت، ت/ أحمد شاكر وعبد السلام هارون ، دار المعارف، القاهرة 1949م. (الطبعة الثانية) . 4- |
الأصول في النحو، لابن السراج، ت/ الدكتور عبد الحسين الفتلي، مؤسسة الرسالة، بيروت 1405ه. 5- |
إعراب الحماسة، لابن جنى، مخطوط، مكتبة أحمد الثالث 2369. 6- |
الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني، الدار التونسية للنشر والتوزيع، 1983م. 7- |